التعريف بالجزري

 

سمي هذا النادي تيمنا بأيقونة مهندسي العصر الوسيط؛ الشيخ رئيس العمل بديع الزمان أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري (1136-1206)؛ الذي يعد أشهر مهندسي العصر الذهبي للحضارة العربية الاسلامية، لقب بالجزري نسبة لجزيرة بن عمر (تسمى اليوم جزرة بمنطقة بوطان على ضفاف نهر دجلة في كردستان الشمالية)، التي تقع  شمال ما كان يسمى قديما ببلاد مابين النهرين وضمن أقاليم بلاد الشام، وهي اليوم تتبع تركيا وتقع على خط الحدود مع سوريا الحالية، الجزري هو أحد رواد علم الميكانيكا التطبيقية وأب هندسة الآلات ذاتية الحركة، واختراعه لعمود الحدبات ومبدأ الآلية المرفقية (تحويل الحركة الدائرية إلى حركة ترددية مستقيمة) الذي يعتبر إلى اليوم أكثر الأنظمة كفاءة في نقل الحركة، هذا الاكتشاف الذي ضمنه في كتابه "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل"، الذي ضم تصاميم مبتكرة لأكثر من مئة آلة ميكانيكية إضافة للشروح والرسوم التوضيحية، هذا الكتاب كلفه بتصنيفه على عادة ذلك العصر الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق في ديار بكر، أيام الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله سنة1181 وفرغ من كتابته سنة 1206 وهي سنة وفاته في أرجح الأقوال، انتقل كتاب "الحيل" كما يعرف اختصارا إلى الغرب كمخطوط في أواخر القرن الرابع عشر بوصفه أهم المؤلفات الهندسية في حينه، لينتشر بشكل واسع بعد طبعه في القرن السادس عشر في فلورنسا بتمويل من عائلة مديتشي راعية العلوم والفنون في أوروبا عصر النهضة ورائدها ليوناردو دافينشي، الذي كان من أبرز رعاياها، الذي يرى عديد المؤرخين أنه كان عالة على الجزري في كثير من مخترعاته وناقلا من كتابه، فيما يجمع الكل بأنه اطلع عليه وبهذا يكون ليوناردو دافينشي بحق، أنجب تلاميذ شيخنا الرئيس بديع الزمان أبو العز إسماعيل بن الرزاز الجزري رحمه الله تعالى.